الحجاب شرط للحياة العامة.. طالبان تشدد القيود على النساء في أفغانستان
الحجاب شرط للحياة العامة.. طالبان تشدد القيود على النساء في أفغانستان
فرضت حركة طالبان مؤخراً شرط ارتداء الحجاب لدخول المرافق العامة في أفغانستان، ومنها المؤسسات الحكومية والمراكز الصحية، في خطوة جديدة تعكس تشديداً إضافياً على النساء وتقييداً لحركتهن في الحياة العامة.
يأتي هذا القرار ضمن سلسلة من الإجراءات التي تُعيد البلاد إلى دائرة الانغلاق وتعمّق عزل النساء عن الفضاء العام، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الخميس، نقلاً عن مواقع أفغانية.
وأكدت تقارير ميدانية أن قوات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التابعة لطالبان في ولاية هرات منعت النساء غير المحجبات من دخول عدد من المكاتب الحكومية والمراكز الطبية، فضلاً عن المتاجر وقاعات المناسبات العامة.
وتشير شهادات محلية إلى أن هذه القوات تقوم بدوريات أمام أبواب المؤسسات لمراقبة التزام النساء باللباس المفروض.
حرمان من العلاج والرعاية
كشفت مصادر حقوقية أن ما لا يقل عن خمسين امرأة مُنعن من دخول مستشفى الحوزة في هرات لتلقي العلاج والرعاية الصحية الطارئة، فقط لعدم ارتدائهن الحجاب وفق المعايير التي تحددها طالبان.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من مسؤولي الحركة بشأن الحادثة، غير أن شهوداً أكدوا أن عناصر من "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" هي من تولت تنفيذ هذه الإجراءات على الأرض.
ويحذر أطباء محليون من أن حرمان النساء من الوصول إلى الخدمات الصحية لا يشكل مجرد انتهاك لحقوقهن، بل تهديد مباشر لحياتهن، خصوصاً في بلد يعاني من ضعف البنية التحتية الصحية ونقص الكوادر النسائية بعد قرار طالبان السابق بمنع النساء من العمل في معظم المهن الطبية.
قيود متصاعدة منذ 2021
منذ عودتها إلى الحكم في أغسطس 2021، فرضت حركة طالبان سلسلة من القرارات التي حدّت تدريجياً من حضور النساء في المجال العام، فبعد إغلاق المدارس الثانوية أمام الفتيات، جاء حظر التعليم الجامعي، ثم منع النساء من العمل في المنظمات الدولية، وصولاً إلى تقييد التنقل والسفر دون "محرم".
واليوم، يمثل اشتراط الحجاب للدخول إلى المؤسسات العامة حلقة جديدة في سلسلة التضييقات التي تحاصر النساء الأفغانيات في حياتهن اليومية.
ويرى محللون أن هذه السياسة لا تُعد مجرد انتهاك لحقوق المرأة، بل تهديد للاستقرار الاجتماعي والتنمية المستدامة في البلاد، إذ إن تهميش النساء يقوّض دور نصف المجتمع في الاقتصاد والرعاية والتعليم والصحة.
ارتفاع معدلات الفقر والعنف
يحذر خبراء منظمات الإغاثة من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والعنف الأسري، ويزيد عزلة النساء عن مراكز صنع القرار والمجتمع المدني.
وتؤكد ناشطات في المنفى أن ما يحدث في أفغانستان اليوم هو "أخطر ارتداد في حقوق النساء خلال القرن الحالي"، مشيرات إلى أن ملايين النساء يجدن أنفسهن محاصرات بين الخوف من العقوبة والرغبة في الحياة بكرامة.
وبينما تصمت طالبان رسمياً، تزداد معاناة النساء في صمت، في بلد يُعاد تشكيله على أنقاض أحلام نصف سكانه.










